تسجيل الدخول عن طريق نفاذ
الرجاء الانتظار...
يرجع استخدام الأعلام إلى عصور زمنية ساحقة في القدم، فقد كانت تستخدم في فترات الحرب، ولتحديد شارات القيادة وجمع الحلفاء، وإعلان المنتصر والمنهزم. إلا أن دور العلم بدأ يتغير ويتطور مع تطور مفهوم الدولة الحديثة، حتى بات علم الدولة في عصرنا الراهن هو ممثلها الأول ومتحدثها الصامت في إطار النظام الدولي العالمي.
وإن كان العلم على مر العصور يمثل الهوية للحد الذي جعله مقدسًا؛ فإن علم المملكة العربية السعودية أكثر قدسية عن غيره من أعلام الدول. فمع بساطة التصميم وعظمة الجوهر؛ يكون لعلم المملكة خصوصية ومزايا يفتقدها أي علم آخر، ويكفيه فخرًا أنه العلم الوحيد دوليًا الذي لا يجوز تنكيسه أبدًا وفي أي حال من الأحوال، وهو علم مع ثلاثة أعلام دول أخرى يحظر رفعها رأسيًا، وهو العلم الوحيد الذي يصنع على قطعتين من القماش ليتم قراءة الشهادتين بطريقة صحيحة.
هذه المزايا النوعية في العلم السعودي أكسبته دلالة فريدة في ذاته وعند مواطنيه وأمام الغير. فحضور اللون والرموز داخله أعطاه جاذبية عجيبة، فدرجة اللون الأخضر في العلم مميزة، وترمز إلى قيم ومعان عظيمة، فالأبيض يشير إلى السلام والصفاء والعدل، والأخضر إلى الرخاء والخصب والطبيعة. وعبارة الشهادتان التي تزين منتصف العلم تعبر عن كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، وأضاف جمال الخط العربي عاملًا مبهرًا فزاد فوق الجمال بهاءً، إلى جانب السيف العربي الذي يعبر عن القوة والاستقلال، كل تلك المعاني حواها العلم السعودي في ذاته. أما مواطني الدولة فينظرون إلى علمهم بأنه تمثيلًا لهم، وتجسيدًا لكينونتهم، فيتهافتون عليه في كل لحظة فخر وعز ووطنية تمر عليهم، ويثورون غضبًا إن تم تدنسيه أو إهانته. فهو عندهم شاهدا على قصص وأمجاد الوطن، وشامخا يعكس الوحدة والسيادة الوطنية، ومؤرخا لدولتهم منذ تأسيسها وتوحيدها وبناءها وتطورها، وهكذا توارث السعوديون ارتباطهم الوجداني بهذا العلم جيلًا بعد جيل. أما غيرهم فما زالوا ينظرون إلى العلم نظرة تقدير واحترام بأنه راية الدين الإسلامي وممثل قيمه ومبادئه، واحتراما لذلك منحوه وضعية خاصة لا يمكن أن ينكس فيها العلم دون سائر أعلام الدول.
ووصول العلم السعودي إلى هذه المكانة الوطنية والدولية مر بعدة مراحل وتطورات، ابتداء من اتخاذ الدولة السعودية الأولى علمًا خاصا أخضر اللون يحمل رمز الهلال، مرورا بإقرار الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود العلم راية للبلاد في الحادي عشر من شهر مارس سنة 1938م، ثم في 4 فبراير 1973م؛ اعتمد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود العلم بشكله الحالي. وفي الأول من مارس عام 2023، توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هذه المراحل، فأصدر مرسوما وطنيا بجعل يوم الحادي عشر من شهر مارس من كل عام، يومًا وطنيًا ومناسبة رسمية في الدولة، للاحتفال بـ يوم العلم السعودي.
وكما غيره من أعلام الدول؛ نشأ العلم السعودي بموجب قانون يسمى "نظام العلم للمملكة العربية السعودية" بما يتفق مع الفكرة الوطنية وليجسد مضامين دينية وسياسية سامية ونبيلة. ولذلك فلا غرابة أن يحمي النظام العلم من كل العابثين، فنص في المادة العشرين على أن " كُل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العَلَم الوطني، ...، وكان ذلك علناً أو في محل عام أو في محل مفتوح للجمهور، يُعاقب بالحبس لمُدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين".
ويطيب لنا في شركة نفوذ التطوير للعقارات وإدارة الأملاك ان نتقدم بالتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان بمناسبة يوم العلم السعودي الذي هو ذكرى شموخ الراية الخضراء، وما تُشكّله من رمز للتلاحم والوحدة، وما تحمله من دلالات تُشير إلى العدل والرخاء، وتُؤكد القوة والنماء؛ لوطن واعد وشعب واحد تحت ظل القيادة الرشيدة -أعزها الله-.
يمكنك أيضا مراجعة المقال التالي : يوم التأسيس ابتدينا الرؤية
الرابط المختصر : https://nufouth.com/post/16
عملائنا الأعزاء يسعدنا معرفة رأيكم وتقييم تجربتكم لاستخدام الموقع